وكأننا الماء
بينما كنا جالسين على البحر
سألتها
“قولي لي .. بماذا تفكرين عن البحر؟”
فقالت
“أفكر عن جماله الأزرق.”
انتظرتها تكمل إجابتها … هل هذا حقاً كل ما تستطيع التفكير به عن البحر
قررت أن أجاوب أنا عن سؤالي، فقلت
“عن البحر أفكر عن أمواجه، فمن أين هي تأتي … حتى تصل إلى نهاية مطافها هنا فقط لتضرب بالشاطئ الذي يكسرها. وأشعر بأن الإنسان كأمواج البحر، نمضي حياتنا بإستمرارٍ نصعد وننزل ونتخطى جميع أنواع المصاعب، لنصل في النهاية لنهاية تفاجئنا بإنكسارنا”
فردت علي قائلة
“الإنسان، يا عزيزي، ليس كالبحر فقط. إنه كالماء في كل مكان. انه كالأنهار التي تجري وتجري وتجري، وتتفرع شرقاً وغرباً، تتغير وديانه وأشكاله وطبيعته، فهو في بعض الأحيان ضيق تصعب الحركة فيه، او واسع تضيع فيه، متلاصق تشعر بالرهبة معه، او متفرقٌ لا خص لك به، سريع يريد الوصول لنهاية المطاف التي تبدو وكأنما لا وجود لها، او بطيء ليس وراءه شيء. الأنهار، يا عزيزي، خطرة، فأبتعد عنها”
فرديت عليها سائلاً
“إذاً ماذا نكون؟”